التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (72)

قوله تعالى { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا }

قال البخاري : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان ، حدثنا الأعمش عن زيد ابن وهب ، حدثنا حذيفة قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر : حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة ، وحدثنا عن رفعها قال : ينام الرجل النومة فتُقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل ، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء ، ويصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة ، فيقال : إنّ في بني فلان رجلا أمينا ، ويقال للرجل : ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ، ولقد أتى عليّ زمان ولا أبالي أيكم بايعت ، لئن كان مسلما رده عليّ الإسلام ، وإن كان نصرانيا ردّه عليّ ساعيه ، وأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا .

( صحيح البخاري 13/42- ك الفتن ، ب إذا بقي في حثالة من الناس ) . صحيح مسلم 1/126- 127 ح 7086- ك الإيمان ، رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب . . ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } إن أدوها أثابهم ، وإن ضيعوها عذبهم ، فكرهوا ذلك ، وأشفقوا من غير معصية ، ولكن تعظيما لدين الله أن لا يقوموا بها ، ثم عرضها على آدم ، فقبلها بما فيها ، وهو قوله { وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } غرا بأمر الله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال } يعني به : الدين والفرائض والحدود { فأبين أن يحملنها وأشفقن منها } قيل لهن : احملنها تودين حقها ، فقلن لا نطيق ذلك { وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا } قيل له : أتحملها ؟ قال : نعم ، قيل : أتودي حقها ؟ قال : نعم ، قال الله : إنه كان ظلوما جهولا عن حقها .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إنه كان ظلوما جهولا } غر بأمر الله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { إنه كان ظلوما جهولا } قال : ظلوما لها ، يعني للأمانة ، جهولا عن حقها .