تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (72)

{ إنا عرضنا الأمانة } وهي الطاعة { على السماوات والأرض والجبال } على الثواب والعقاب إن أحسنت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت { فأبين أن يحملنها } يعني الطاعة على الثواب والعقاب ، فلم يطقنها { وأشفقن منها } وأشفقن من العذاب مخافة ترك الطاعة ، فقيل لأدم ، عليه السلام : أتحملها بما فيها ، قال آدم : وما فيها يا رب ؟ قال : إن أطعت جوزيت ، وإن عصيت عوقبت ، قال آدم : قد حملتها بما فيها ، قال الله عز وجل : فلم يلبث في الجنة إلا قليلا ، يعني ساعتين من يموه حتى عصى ربه عز وجل ، وخان الأمانة ، فذلك قوله عز وجل :{ وحملها الإنسان } يعني آدم ، عليه السلام ، { إنه كان ظلوما } لنفسه بخطيئته { جهولا } آية بعقابه ما تحمل من الطاعة على الثواب والعقاب .