تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (72)

{ إنا عرضنا الأمانة } اختلفوا في الأمانة قيل : الطاعة لله ، وقيل : الفرائض وحدود الدين ، وقيل : ما أمر به ونهى عنه ، وقيل : ما يخفى من الشرائع كالصوم والاغتسال ونحوه ، وقيل : هي أمانات الوفاء بالعقود والعهود عن ابن عباس ، واختلفوا في معنى الآية قيل : إنا عرضنا الأمانة أي العبادات والتكاليف بما في أدائها من الثواب وفي تضييعها من العقاب { على السماوات والأرض } أهل السماوات والأرض والجبال كقوله : { واسأل القرية } [ يوسف : 82 ] وأهل السماء الملائكة ، وأهل الأرض والجبال الجن والإِنس { فأبين أن يحملنها } أي امتنعوا أن يخونوا فيها ، والمراد يحملن تضييع الأمانة { وأشفقن } من ذلك { وحملها الإِنسان } بالتضييع فتركها وخانها بالتضييع عن أبي علي ، وقيل : هذا على التقدير ، أي لو كانت السماوات والأرض والجبال مع عظمها حية قادرة عالمة ثم عرضت عليها هذه الأمانة بما فيها من الوعد والوعيد عرض تخيير خافت حملها لما فيه من الوعيد { وحملها الإِنسان } ولم يخف الوعيد لحمله وظلمه ، وعلى هذا الحمل ما روي عن ابن عباس أنها عرضت على السماوات فأبت وأشفقت