التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (10)

قال تعالى { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسؤوتيه أجرا عظيما }

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا ليث بن سعد ، ح وحدثنا محمد بن رمح ، أخبرنا الليث عن أبي الزبير ، عن جابر قال : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة . وقال : بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت .

الصحيح 3/ 1483 ح 1856- ك الإمارة ، ب استحباب مبايعة الإمام الجيش ) ، وأخرج البخاري بسنده عن سلمة بن الأكوع أنهم بايعوا على الموت . ( الصحيح- الجهاد ، البيعة في الحرب ح 2960 ) . والجمع بين الحديثين أن البعض بايع على الموت كما حصل لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { إن الذين يبايعونك } قال : الحديبية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يدا الله فوق أيدهم ، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } وهم الذين بايعوا يوم الحديبية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { فسؤتيه أجرا عظيما } وهي الجنة .

قال ابن كثير : ثم قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتعظيما وتكريما { إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } كقوله { من يطع الرسول فقد أطاع الله } { يد الله فوق أيديهم } أي : هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم ، فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } .