التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّا فَتَحۡنَا لَكَ فَتۡحٗا مُّبِينٗا} (1)

سورة الفتح

قوله تعالى { إنا فتحنا لك فتحا مبينا }

قال البخاري : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يسير معه ليلا فسأله عمر بن الخطاب عن شيء فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم سأله فلم يُجبه ثم سأله فلم يجبه : فقال عمر بن الخطاب : ثكلت أم عمر ، نزرْت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك ، قال عمر : فحرّكت بعيري ثم تقدمت أمام الناس وخشيت أن ينزل فيّ القرآن فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ بي . فقلت لقد خشيت أن يكون نزل فيّ قرآن ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّمت عليه ، فقال : ( لقد أنزلت عليّ الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس . ثم قرأ : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } .

( صحيح البخاري 8/446- ك التفسير- سورة الفتح ، ب ( الآية ) ح 4833 ) .

قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة عن أنس رضي الله عنه : { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } قال : الحديبية .

( صحيح البخاري 8/447- ك التفسير- سورة الفتح ، ب ( الآية ) ح 4834 ) ، وأخرجه بنحوه بسنده عن البراء ( صحيح البخاري- المغازي- غزوة الحديبية ح 4150 ) .

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة . حدثنا عبد الله بن نمير . ح وحدثنا ابن نمير ( وتقاربا في اللفظ ) . حدثنا أبي . حدثنا عبد العزيز بن سياه . حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل . قال : قام سهل بن حنيف يوم صفين فقال : يا أيها الناس  ! اتهموا أنفسكم . لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا . وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين . فجاء عمر بن الخطاب . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله  ! ألسنا على حق وهم على باطل ؟ قال : ( بلى ) قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : ( بلى ) قال : ففيم نعطي الدنيّة في ديننا ، ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال ( يا بن الخطاب  ! إني رسول الله . ولن يضيّعني الله أبدا ) . قال : فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا . فأتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر  ! ألسنا على حق وهم على باطل ؟ قال : بلى . قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى . قال : فعلامَ نُعطى الدنيّة في ديننا ، ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فقال : يا ابن الخطاب  ! إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا . قال : فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفتح . فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه . فقال : يا رسول الله  ! أو فتح هو قال : ( نعم ) فطابت نفسه ورجع .

( صحيح مسلم 3/1411- 1412- ك الجهاد والسير ، ب صلح الحديبية في الحديبية ح 1785 ) ، ( صحيح البخاري 8/451 ح 4844- التفسير- سورة الفتح ، الآية ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } والفتح : القضاء .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد ، في قول الله { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } قال : نحره بالحديبية وحلقه .

قال البخاري : حدثنا أحمد بن سريج ، أخبرنا شبابة ، حدثنا شعبة ، عن معاوية بن قرة المزني ، عن عبد الله المغفّل المزني قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح- أو من سورة الفتح- قال فرجّع فيها .

قال : ثم قرأ معاوية يحكي قراءة ابن مغفّل . وقال : لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجّعت كما رجع ابن مغفّل يحكي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت لمعاوية كيف كان ترجيعه ؟ قال : آآآ ثلاث مرات .

( الصحيح- ك التوحيد ، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وروايته عن ربه ح 7840 ) ، قال ابن حجر : فرجّع فيها صوته أي ردد صوته بالقراءة ( الفتح 8/584 ) .