تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِمَا عَٰهَدَ عَلَيۡهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (10)

{ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله } من بايع رسول الله فإنما يبايع الله ، وهذا يوم الحديبية ، وهي بيعة الرضوان ، بايعوه على ألا يفروا { يد الله فوق أيديهم } تفسير السدي يقول : فعل الله بهم الخير أفضل من فعلهم في أمر البيعة{[1277]} .

يحيى : عن ابن لهيعة[ . . . ]{[1278]} يوم بيعة رسول الله تحت الشجرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان إلى قريش بمكة يدعوهم إلى الإسلام ، فلما راث عليه- أي : أبطأ عليه- ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد غدر به فقتل ؛ فقال لأصحابه : إني لا أظن عثمان إلا قد غدر به ؛ فإن فعلوا فقد نقضوا العهد ، فبايعوني على الصبر وألا تفروا " . قوله : { فمن نكث فإنما ينكث على نفسه } أي : فمن نكث ؛ يعني : يرجع[ . . . ]{[1279]} محمد فإنما ينكث على نفسه { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما( 10 ) } يعني : الجنة .


[1277]:قال ابن الجوري: فيه أربعة أقوال:أحدها: يد الله في الوفاء فوق أيديهم. الثاني: يد الله في الثواب فوق أيديهم. الثالث: يد الله عليهم في المنة بالهداية، فوق أيديهم بالطاعة. الرابع: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم، ذكره ابن جرير وابن كيسان. ا هـ(زاد المسير7/427). وذكره الطبري في تفسيره (26/74) فقال: فيها وجهان أحدهما: يد الله فوق أيديهم عند البيعة، لأنهم كانوا يبايعون الله ببيعتهم لنبيه صلى الله عليه وسلم. والثاني: قوة الله فوق أيديهم في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما بايعوا رسول الله على نصرته على العدو.اهـ.
[1278]:ما بين [ ] طمس في الأصل.
[1279]:ما بين [ ]طمس في الأصل.