التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

قوله تعالى : ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم )

قال أحمد : ثنا ابن أبي عدي عن حميد عن أنس قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول : ابني إبني وسعت فأخذته ، فقال القوم : يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي إبنها في النار قال : فخفضهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ولا الله عز وجل لا يلقي حبيبه في النار " .

( المسند 3/104 ) وأخرجه البزار ( كشف الأستار 4/174 )وأبو يعلى ( المسند 6/397 ) ، والحاكم في ( المستدرك 1/58 ) من طرق عن حميد به . قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه ووافقه الذهبي . و قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 10/383 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق ابن إسحاق عن ابن عباس قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضاء ، وبحري بن عمرو ، وشأس بن عدي ، فكلموه ، فكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا : ما تخوفنا يا محمد ! ! نحن والله أبناء الله وأحباؤه ! ! كقول النصارى ، فأنزل الله عز وجل فيهم ( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ) إلى آخر الآية .

قوله تعالى ( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي قوله : ( يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ) يقول : يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له ، ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه .