الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَـٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّـٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ} (18)

أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال « أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أبي ، وبحري بن عمرو وشاس بن عدي ، فكلمهم وكلموه ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته ، فقالوا : ما تخوّفنا يا محمد ، نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى ، فأنزل الله فيهم { وقالت اليهود والنصارى . . . . } إلى آخر الآية » والله تعالى أعلم .

قوله تعالى : { قل فلم يعذبكم } الآية .

أخرج أحمد عن أنس قال « مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي في الطريق ، فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ ، فأقبلت تسعى وتقول : ابني ابني . . . فأخذته فقال القوم : يا رسول الله ، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والله ولا يلقى حبيبه في النار » .

وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال « والله لا يعذب الله حبيبه ، ولكن يبتليه في الدنيا » .

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } يقول : يهدي منكم من يشاء في الدنيا فيغفر له ، ويميت من يشاء منكم على كفره فيعذبه .