قوله : { وَقَالَتِ اليهود والنصارى نَحْنُ أَبْنَاء الله وَأَحِبَّاؤُهُ } أثبتت اليهود لأنفسها ما أثبتته لعزير ، حيث قالوا { عُزَيْرٌ ابن الله } وأثبتت النصارى لأنفسها ما أثبتته للمسيح حيث قالوا { المسيح ابن الله } وقيل هو على حذف مضاف : أي نحن أتباع أبناء الله ، وهكذا أثبتوا لأنفسهم أنهم أحباء الله بمجرد الدعوى الباطلة والأماني العاطلة ، فأمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يردّ عليهم ، فقال : { قُلْ فَلِمَ يُعَذّبُكُم بِذُنُوبِكُم } أي : إن كنتم كما تزعمون ، فما باله يعذبكم بما تقترفونه من الذنوب بالقتل ، والمسخ ، وبالنار في يوم القيامة كما تعترفون بذلك ، لقولكم : { لَن تَمَسَّنَا النار إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً } فإن الابن من جنس أبيه لا يصدر عنه ما يستحيل على الأب وأنتم تذنبون ، والحبيب لا يعذب حبيبه وأنتم تعذبون ، فهذا يدلّ على أنكم كاذبون في هذه الدعوى . وهذا البرهان هو المسمى عند الجدليين ببرهان الخلف . قوله : { بَلْ أَنتُمْ بَشَر مِمَّنْ خَلَقَ } عطف على مقدّر يدلّ عليه الكلام : أي فلستم حينئذ كذلك ، { بَلْ أَنتُمْ بَشَر مِمَّنْ خَلَقَ } أي : من جنس من خلقه الله تعالى يحاسبهم على الخير والشرّ ، ويجازي كل عامل بعمله { يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذّبُ مَن يَشَاء وَللَّهِ مُلْكُ السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا } من الموجودات { وَإِلَيْهِ المصير } أي : تصيرون إليه عند انتقالكم من دار الدنيا إلى دار الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.