التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (2)

قوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } قال : المنافقون ، لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ، ولا يتوكلون على الله ، ولا يصلّون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم . فأخبر الله سبحانه أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف المؤمنين فقال : إنما المؤمنون الذِين إذَا ذكِر الله وجِلَت قلوبهم فأدوا فرائضه ، { وإذَا تليت علَيهِم آياته زادتهم إيمَانا } يقول : تصديقا { وَعلى ربهِم يتوكلون } ، يقول : لا يرجون غيره .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } قال : فرقا من الله تبارك وتعالى ، ووجلا من الله ، وخوفا من الله تبارك وتعالى .

قال الشيخ الشنقيطي : وفي هذه الآية الكريمة التصريح بزيادة الإيمان ، وقد صرح تعالى بذلك في مواضع أخر ؛ كقوله : { وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون } . وقوله { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } الآية . وقوله { ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا } الآية . وقوله { والذين اهتدوا زادهم هدى } الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } قال : هذا نعت أهل الإيمان ، فأثبت نعتهم ووصفهم ، فأثبت صفتهم .