الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ} (2)

قوله : { إنما المومنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }[ 2 ] الآية .

فهذه{[26700]} الصفة صفة الكمال والتمام في الإيمان .

والمعنى : ليس المؤمن الذي يخالف الله ورسوله ، ويترك أمرهما ، وإنما المؤمن الذي إذا سمع ذكر الله عز وجل وَجِلَ قلبه ، وخضع ، وانقاد لأمره ، تبارك وتعالى ، وإذا قرئت عليه آيات كتاب الله سبحانه ، صدق بها وأيقن أنها من عند الله ، جلت عظمته ، فازداد إيمانا إلى إيمانه{[26701]} .

قال ابن عباس : المنافق لا يدخل قلبه شيء من ذلك ، ولا يؤمن بشيء من كتاب{[26702]} الله ، أي : من آيات الله سبحانه ، ولا يتوكل على الله عز وجل ، ولا{[26703]} يصلي إذا غاب عن عيون الناس ، ولا يؤتي الزكاة فليس هذا بمؤمن ، وإنما المؤمن من الذي وصفه الله عز وجل ، بالخشية وازدياد الإيمان عند سماع آيات الله عز وجل ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة{[26704]} .

قال مجاهد { وجلت } : فرقت{[26705]} .

وقال السدي : هو الرجل يريد أن يظلم أو يهم بمعصية ، فيذكر الله عز وجل ، فينزع عهنا خوفا من الله سبحانه{[26706]} .

/خ4


[26700]:في "ر": هذه.
[26701]:جامع البيان 13/385، بتصرف.
[26702]:في "ر": ولا يؤمن بشيء من آيات الله سبحانه.
[26703]:في الأصل: فلا يصلي، وأثبت ما في ر، وجامع البيان الذي نقل عنه مكي...
[26704]:صحيفة علي بن أبي طلحة 246، وجامع البيان 13/386، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1655، وتفسير ابن كثير 2/285، والدر المنثور 4/11، بتصرف.
[26705]:التفسير 351، وتفسير هود بن محكم الهواري 2/74، وجامع البيان 13/386، وعنه نقل مكي، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1655، وزاد نسبته إلى ابن عباس وقتادة.
[26706]:جامع البيان 13/387، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1655، وتفسير ابن كثير 2/285، والدر المنثور 4/12، بتصرف.