التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (25)

قوله تعالى : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة . . . }

قال البخاري : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زكريا قال : سمعت عامرا يقول : سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) .

( الصحيح 5/157 ح 2493 – ك الشركة ، ب هل يقرع في القسمة ) .

قال أحمد : ثنا حسين ، قال : ثنا خلف – يعني ابن خليفة – عن ليث ، عن علقمة بن مرثد ، عن المعرور بن سويد ، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله عز وجل بعذاب من عنده ) ، فقلت : يا رسول الله أما فيهم يومئذ أناس صالحون ، قال : ( بلى ) ، قالت : فكيف يصنع أولئك ؟ قال : ( يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان ) .

( المسند 6/304 ) وقال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 7/268 ) ، وللحديث شواهد أخرى استوفاها الهيثمي في الموضع المشار إليه . منها ما أخرجه الحاكم بسنده عن مولاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه ، وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 4/523 ) ، وصحح إسناده الألباني ( السلسلة الصحيحة 3/360 ) .

أخرج مسلم بسنده عن زينب بنت جحش أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم إذا كثر الخبث ) .

( صحيح مسلم – كتاب الفتن ح 2880 ) .

وقال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا شداد يعني ابن سعيد حدثنا غيلان بن جرير عن مطوف قال : قلنا للزبير : يا أبا عبد الله ما جاء بكم ؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه ! قال الزبير : إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت .

( المسند ح 1414 ) ، وقال محققه : إسناده صحيح . وقال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح ( مجمع الزوائد 7/27 ) ، وأخرجه الضياء المقدسي ( المختارة 3/66 ح 872 ) من طريق الإمام أحمد به ، وقال محققه : إسناده حسن .

وانظر حديث أبي بكر وجرير عند تفسير الآية ( 105 ) من سورة المائدة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } ، قال : أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر بين أظهرهم ، فيعمهم الله بالعذاب .