بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (25)

قوله تعالى : { واتقوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً } ؛ قال مقاتل : نزلت الآية في شأن عليّ وطلحة والزبير . قال الفقيه : حدثنا عمر بن محمد قال : حدثنا أبو بكر الواسطي قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدثنا قبيصة ، عن سفيان ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله تعالى : { واتقوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً } قال : نزلت في شأن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

قال : حدثنا عمر بن محمد قال : حدثنا أبو بكر الواسطي قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف قال : حدثنا أبو معاوية ، عن السدي ، عن المعلى ، عن أبي ذرّ أن عمر رضي الله عنه أخذ بيده يوماً فغمزها ، فقال : خل عني يا قفل الفتنة . فقال عمر : ما قولك قفل الفتنة ؟ قال : إنك جئت ذات يوم فجلست في آخر القوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تُصِيبَنَّكُمْ فِتنْةٌ مَا دَامَ هذا فِيكُمْ » . وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : جعلت أنا وعثمان فتنة لهذه الأمة . وقال بعضهم : قوله { لاَّ تُصِيبَنَّ } هذا على وجه النهي ومعناه اتقوا فتنة ، ثم نهى فقال : { لاَّ تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم } ، يعني الذين ظلموا منكم خاصة ، أي لا يتعرض الذين ظلموا منكم خاصة لما نزل بهم ، وقَال بعضهم هذا جواب الأمر بلفظ النهي مثل قوله تعالى : { حتى إِذَآ أَتَوْا على وَادِى النمل قَالَتْ نَمْلَةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سليمان وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [ النمل : 18 ] .

ثم قال تعالى : { واعلموا أَنَّ الله شَدِيدُ العقاب } ، أي لمن وقع في الفتنة .