جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (25)

{ و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة{[1833]} } حذر الله المؤمن عن محنة تعم المسيء وغيره ، لا تخص من باشر الذنب ، والفتنة إقرار المنكر بين أظهرهم والمساهلة في الحسبة ، بمعنى لا تصيبن وبالها ، أو نزلت في علي وعمار وطلحة الزبير وما وقع عليهم يوم الجمل بعد شهادة عثمان- رضي الله عنه - أو في قوم مخصوصين من الصحابة أصابتهم الفتنة يوم الجمل ، والأول أصح ، وقوله " لا تصيبن " إما جواب الأمر على مذهب الكوفيين فتقديره أن لا تتقوا لا تصب الظالمين خاصة ، ودخول النون لما فيه من معنى النهي ، كان إصابة الفتنة إليهم خاصة مطلوب ، وإما صفة فتنة ولا للنهي ؛ لأن النون لا تدخل المنفي في غير القسم بتقدير القول أي : فتنة مقولا في حقها { واعلموا أن الله شديد العقاب } .


[1833]:في مسند الإمام أحمد، أنه – صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه فلا ينكروه فإذا فعلوا ذلك عذب العامة والخاصة" /12 وجيز [أخرجه أحمد في "مسنده" (4/192) وذكره الهيثمي في "المجمع" (7/267) وقال: رواه أحمد من طريقين ورواه الطبراني وفيه رجل لم يسم وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات. وذكره الحافظ في "الفتح" (13/6)، وحسنه وعزاه لأبي داود].