السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱتَّقُواْ فِتۡنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمۡ خَآصَّةٗۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (25)

{ واتقوا فتنة } أي : ذنباً ، قيل : هو إقرار المنكر بين أظهرهم ، وقيل : افتراق الكلمة ، وقيل : فتنة عذاباً ، وقوله تعالى : { لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } جواب الأمر ، والمعنى إن إصابتكم لا تصب الظالمين منكم خاصة ، ولكنها تعمكم ، كما يحكى إنّ علماء بني إسرائيل لم ينهوا عن المنكر ، فعمهم الله تعالى بالعذاب .

فإن قيل : كيف جاز أن تدخل النون المؤكدة في جواب الأمر ؟ أجيب : بأنّ فيه معنى النهي كقولك : انزل عن الدابة لا تطرحك ولا تطرحنك ، وكقوله تعالى : { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان } ( النمل ، 18 )

{ واعلموا أنّ الله شديد العقاب } لمن خالفه .