ثم عطف على ما أفهمه ذلك قوله {[47505]}موبخاً لهم ومبكتاً{[47506]} : { أفحسب } أي أغطوا أعينهم عن آياتي وأصموا أسماعهم عن كلماتي ، وعبدوا عبادي فحسبوا {[47507]}لضعف عقولهم{[47508]} ، وإنما قال : { الذين كفروا } دلالة على الوصف الذي أوجب لهم ذلك { أن يتخذوا } {[47509]}أي ولو بذلوا الجهد{[47510]} { عبادي } من الأحياء كالملائكة وعزير والمسيح ، والأموات كالأصنام .
{[47511]}ولما كان كل شيء دونه سبحانه ، وكان لا يستغرق شيء من الأشياء جميع ما دون رتبته من المراتب ، أثبت الجار فقال{[47512]} : { من دوني أولياء } {[47513]}أي مبتدئين اتخاذهم من دون إذني ، والمفعول الثاني ل { حسب } محذوف تقديره{[47514]} : ينصرونهم ويدفعون عنهم ويجعلون بعضهم ولداً لي و{[47515]}لا أعذبهم{[47516]} . ولما كانت غاية اتخاذ الولي أن يفعل ما يفعل القريب من النصر والحماية من كل مؤذ ، جاز كون هذا ساداً مسد مفعولي { حسب } لأن معناه : أحسبوا اتخاذهم مانعهم مني ؟ ولما كان معنى الاستفهام الإنكاري : ليس الأمر كذلك ، بل أصلد زندهم ، وخاب جدهم ، وغاب سعدهم ، حسن جداً قوله مؤكداً {[47517]}لأجل إنكارهم{[47518]} : { إنا اعتدنا جهنم } التي تقدم أنا عرضناها{[47519]} لهم { للكافرين نزلاً * } نقدمها لهم أول قدومهم{[47520]} كما يعجل للضيف ، فلا يقدر أحد على منعها عنهم ، ولهم وراءها ما يحتقر بالنسبة إليه كما هو شأن ما بعد النزل بالنسبة إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.