الآية 102 : وقوله تعالى : { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء } ( يحتمل وجوها :
أحدهما ){[11857]} : قال بعضهم : قوله : { أفحسب الذين } عبدوا في الدنيا الملائكة والرسل ، واتخذوهم من دوني أولياء أن يكونوا لهم أولياء في الآخرة ، ويتولون شفاعتهم ، يشفعون لهم ، وينصرون . كلا لن{[11858]} يصيروا لهم أولياء كقولهم : { هؤلاء شفعاؤنا عند الله } ( يونس : 18 ) وقولهم{[11859]} : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ( الزمر : 3 ) .
والثاني : { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي } المخلصين { دوني أولياء } ويتولوهم{[11860]} ؛ أي لا يقدرون على أن يتخذوا أولياء من دوني ، وقد{[11861]} كانوا يدعون المؤمنين إلى دينهم والتولي لهم ، وهو ما قال : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } { إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } ( النحل : 99 و100 ) .
والثالث : { أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي } أن ما عبدوا ، واتخذوا من دوني أولياء أني أمرتهم بذلك ، وأذنت لهم حين{[11862]} قالوا : { والله أمرنا بها } ( الأعراف : 28 ) ونحوه{[11863]} . كلا إنه ( ما أمرهم بذلك وما ) {[11864]} أذن لهم في ذلك .
ومن قرأ { أفحسب } على الجزم{[11865]} فهو على إسقاط ألف الاستفهام ؛ يعني فحسب الذين كفروا ، فهو يخرج على وجوه ثلاثة :
أحدها : فحسب الذين كفروا ، واتخذوا عبادي من دوني أولياء ما أعتدنا لهم من جهنم كقوله{[11866]} : { حسبهم جهنم يصلونها } الآية ( المجادلة : 8 ) .
والثاني : فحسب{[11867]} الذين كفروا ما اتخذوا من دوني أولياء ؛ أي أما كفاهم ذلك ؟ وما حان أن يرجعوا إلى عبادتي وألوهيتي ؟ وقد أقمت لهم الآيات والحجج على ذلك .
والثالث : فحسب{[11868]} لهم من الذل ما اتخذوا من دوني أولياء .
وقوله تعالى : { إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا } قال بعضهم : { نزلا } هو النزول ، وهو كالنزل{[11869]} . وقال بعضهم : هو المنزل والأنزال ، أي يأكلون فيها النار ، فيكون مأكلهم ومشربهم من النار . قال القتبي : النزل ما يقدم للضيف ولأهل العسكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.