بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا} (102)

{ أَفَحَسِبَ الذين كَفَرُواْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِى مِن دُونِى أَوْلِيَاء } ، يعني : أن يعبدوا غيري ؛ ومعناه لا يحسبن الكافرون بأن يتخذوا أولياء يعبدون معي شيئاً ، لأن المشركين كانوا يدعون بعض المؤمنين إلى الشرك وهذا كقوله : { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سلطان إِلاَّ مَنِ اتبعك مِنَ الغاوين } [ الحجر : 42 ] ، ويقال : ومعناه أفيظن الذين كفروا أن يعبدوا عبادي ، يعني : الملائكة وعزيراً والمسيح ، من دوني أولياء ، يعني : أرباباً ، ومعناه يظنون أنهم لو اتخذوهم أرباباً تنفعهم عبادتهم ويفوتون من عذابي . ثم بيّن عذابهم فقال : { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ للكافرين نُزُلاً } ، أي منزلاً . روي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ { أَفَحَسِبَ الذين كَفَرُواْ } بجزم السين وضم الباء ، معناه أيكفيهم مني ومن طاعتي أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء فحسبهم جهنم { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ للكافرين نُزُلاً } أي منزلاً .