نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالَ فَبِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَٰطَكَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ} (16)

ولما كان قد حكم عليه بالشقاء ، قابل نعمة الإمهال وإطالة العمر بالتمادي في الكفر وأخبر عن نفسه بذلك بأن { قال } مسبباً عن إيقاعه في المعصية بسبب نوع الآدميين { فبما أغويتني } أي فبسبب إغوائك لي ، وهو إيجاد الغي و{[32020]}اعتقاد الباطل في قلبي من أجلهم والله { لأقعدن لهم } أي أفعل في قطعهم عن الخير فعل المتمكن المقبل بكليته المتأني الذي لا شغل له غير ما أقبل عليه{[32021]} في مدة إمهالك لي بقطعهم عنك بمنعهم من فعل ما أمرتهم به ، وحملهم{[32022]} على فعل ما نهيتهم عنه ، كما يقعد قاطع الطريق على السابلة للخطف { صراطك } أي في جميع صراطك ، بما دل عليه نزع الخافض { المستقيم* } وهو الإسلام بجميع شعبه ، ومن أسند الإغواء إلى غير الله بسبب اعتقاده أن ذلك مما ينزه الله عنه ، فقد وقع في شر مما فر منه ، وهو أنه جعل في الوجود فاعلين يخالف اختيار أحدهما اختيار الآخر .


[32020]:- زيد في ظ: هي.
[32021]:- زيد ما بين الحاجزين من ظ.
[32022]:- من ظ، وفي الأصل: حملتهم.