التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة سبأ

في السورة حكاية لأقوال وعقائد الكفار ، وفصول مناظرة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإشارة إلى جهود الزعماء في التعطيل والصد واعتدادهم بالأولاد والأموال ، وتنويه بالمؤمنين المخلصين . وإشارة إلى داوود وسليمان ، وما كان من إسباغ الله عليهما نعمه وشكرهما إياه . وإلى سبأ وما كان من رغدها وعدم شكرها ونقمة الله عليها ، وفيها صور لما كان عليه الموقف في مكة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين وزعماء الكفار وسوادهم ومعتدليهم ومتطرفيهم .

وفصول السورة مترابطة مما يسوغ القول أنها نزلت دفعة واحدة أو متتابعة ، والمصحف الذي اعتمدنا عليه يروي أن الآية [ 6 ] مدنية والرواية تتحمل التوقف لانسجام الآية الوثيق في سياق .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير ( 1 ) يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور( 2 ) } [ 1 – 2 ] .

الآيتان مطلع بارز للسورة ، ومقدمة لما بعدهما . وقد احتوتا تقرير الحمد لله في كل وقت والتنويه بحكمته وإحاطته ومطلق تصرفه في السماوات والأرض وما فيهما ، وشامل علمه بما يقع فيهما مما هو من موجبات استحقاقه للعبادة والحمد والثناء .