لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي أربع وخمسون آية وثمانمائة ، وثلاثة وثلاثون كلمة وألف وخمسمائة واثنا عشر حرفا .

قوله عز وجل : { الحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض } معناه أن كل نعمة من الله ، فهو الحقيق بأن يحمد ويثنى عليه من أجلها ، ولما قال : الحمد لله وصف ملكه فقال : الذي له ما في السموات وما في الأرض أي ملكاً وخلقاً { وله الحمد في الآخرة } أي كما هو له في الدنيا لأن النعم في الدارين كلها منه ، فكما أنه المحمود على نعم الدنيا فهو المحمود على نعم الآخرة وقيل : الحمد في الآخرة هو حمد أهل الجنة كما ورد « يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس » { وهو الحكيم } أي الذي أحكم أمور الدارين { الخبير } أي بكل ما كان وما يكون .