سورة سبأ وهي مكية حروفها ثلاثة ألاف وخمسمائة واثنا عشر كلمها ثمانمائة وثلاث وثمانون آياتها أربع وخمسون .
التفسير : قال في التفسير الكبير : السور المفتتحة بالحمد خمس : ثنتان في النصف الأول " الأنعام " و " الكهف " ، وثنتان في النصف الأخير هذه " والملائكة " والخامسة وهي " الفاتحة " تقرأ مع النصف الأول ومع النصف الأخير ، وذلك لأن المكلف له حالتان الإبداء والإعادة وفي كل حالة لله علينا نعمتان : نعمة الإيجاد ونعمة الإبقاء فأشار في أوّل " الأنعام " إلى نعمة الإيجاد الأول بدليل قوله تعالى { هو الذي خلقكم من طين } [ الآية : 2 ] وأشار في أوّل " الكهف " إلى إنزال الكتاب الذي به يتم نظام العالم ويحصل قوام معاش بني آدم ، وأشار في أوّل هذه السورة إلى نعمة الإيجاد الثاني بدليل قوله تعالى { وله الحمد في الآخرة } وأشار في أوّل سورة الملائكة غلى الإبقاء الأبدي بدليل قوله { جاعل الملائكة رسلاً } [ فاطر : 1 ] والملائكة بأجمعهم لا يكونون رسلاً إلا يوم القيامة يرسلهم الله مسلمين على المسلمين كقوله { وتتلقاهم الملائكة } [ الأنبياء : 103 ] وقال تعالى في تحتهم { سلام عليكم طبتم } [ الزمر : 73 ] وفاتحة الكتاب حيث تشتمل على نعمة الدنيا بقوله { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة : 2 ] وعلى نعمة الآخرة بقوله { مالك يوم الدين } [ الفاتحة : 4 ] يقرأ في الافتتاح وفي الاختتام . واعلم أنه تعالى وصف نفسه في أول هذه السورة بأن له ما في السموات وما في الأرض إيذاناً بأنه كونه مالكاً لكل الأشياء يوجب كونه محموداً على كل لسان ، لأن الكل إذا كان له فكل من ينتفع بشيء من ذلك كان مستنفعاً بنعمه . ثم صرح بأن له الحمد في الآخرة تفضيلاً لنعم الآخرة على نعم الدنيا وإيذاناً بأنها هي النعمة الحقيقية التي يحق أن يحمد عليها ويثنى عليه ن أجلها مع إفادة الاختصاص بتقديم الظرف { وهو الحكيم } في الابتداء { الخبير } بالانتهاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.