التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ} (15)

1 ذلولا : مسخرة للانتفاع بها بيسر وسهولة .

2 مناكبها : أرجائها .

{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا1 فامشوا في مناكبها2 وكلوا من رزقه وإليه النشور ( 15 ) } [ 15 ] .

في الآية :

1 تذكير بفضل الله على الناس بما كان من تسخيره الأرض وتيسيره الانتفاع بخيراتها ، ليسعوا في مناكبها ويأكلوا من رزقه .

2 وتقرير بأن مرجع الناس إليه ليحاسبهم على أعمالهم .

وواضح أن الآية استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا .

تعليق على آية

{ هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور }

ومع أن من المحتمل أن يكون الخطاب فيها موجها للكافرين الذين هم موضوع الخطاب في الآيات السابقة ، فإنها تنطوي على ما هو المتبادر على تلقينات جليلة المدى :

1 فقد سخر الله الدنيا للجميع ، فليس لأحد أن يمنع أحدا من السعي في مناكبها والانتفاع منها .

2 وقد حث الجميع على السعي في مناكبها ، فليس لأحد أن يأكل سعي غيره ، أو يسلبه ثمرات سعيه ، ويقعد هو عن السعي .

3- وقد سخر الدنيا ومنافعها لجميع الناس ، ولكنه نبههم إلى أن هذه المنافع لا تنال إلا بالسعي والعمل .

4- وقد قرر أن الرزق الذي يستخرجه الناس من الأرض ، هو في الحقيقة رزقه ؛ لأنه هو الذي خلق مادته ، وأوجد القوى والأسباب التي تساعد على إخراجه ، فلا حق لأحد أن يدعيه لنفسه ، أو يحتكره من دون الناس .