ثم ذكر نعمه على خلقه ، ليعرفوا نعمته ، فيشكروه ويوحدوه ، فقال : { هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً } يعني : خلق لكم الأرض ذلولاً ، ومدها وذللها ؛ وجعلها لينة ، لكي تزرعوا فيها ، وتنتفعوا منها بألوان المنافع ، { فامشوا في مَنَاكِبِهَا } يعني : لكي تمشوا في أطرافها ونواحيها وجبالها . وهذا خبر بلفظ الأمر ؛ وقال القتبي : { فامشوا في مَنَاكِبِهَا } يعني : جوانبها . ومنكبا الرجل : جانباه . وقال قتادة : { مَنَاكِبِهَا } : جبالها . قال : وكان لبشر بن كعب سرية ، فقال لها : إن أخبرتيني ما مناكب الأرض ، فأنت حرة لوجه الله ؟ فقالت : مناكبها : جبالها ، فصارت حرة . فأراد أن يتزوجها ، فسأل أبو الدرداء ، فقال له : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك .
ويقال : { هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً } ، أي سهل لكم السلوك { فامشوا في مَنَاكِبِهَا } ، أي : تمشون فيها . { وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ } يعني : تأكلون من رزق الله تعالى وتشكرونه . { وَإِلَيْهِ النشور } يعني : إلى الله تبعثون من قبوركم . ويقال : معناه : هو الذي ذلل لكم الأرض ، قادر على أن يبعثكم ، لأنه ذكر أولاً خلق السماء ، ثم ذكر خلق الأرض ، ثم ذكر النشور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.