قوله : { هو الذي جعل لكم الأرض } قال أهل النظم : وجه التعلق أنه سبحانه وتعالى قال : أيها الكافرون أنا عالم بسركم وجهركم ، فكونوا خائفين مني محترزين من عقابي ، فهذه الأرض التي تمشون في مناكبها ، وتعتقدون أنها أبعد الأشياء عن الإضرار بكم ، أنا الذي ذللتها لكم ، وإن شئت خسفت بكم إياها . والذلول من كل شيء المنقاد الذي يذل لك ، ومن ذلها أنه ما جعلها خشنة يمتنع المشي عليها ، ولا صلبة بحيث لا يمكن حفرها والبناء عليها ، ولا متحركة على الاستقامة والاستدارة ، بل جعلها ساكنة في جو الهواء عند المركز . قال جار الله : المشي في مناكبها ، مثل لفرط التذليل ، لأن ملتقى المنكبين من الغاربن ، أبعد شيء من أن يطأه الراكب بقدمه ويعتمد عليه ، فإذا كان هذا الموضع ذلولاً ، فما ظنك بغيره ، وعن ابن عباس والضحاك وقتادة أن مناكب الأرض جبالها وآكامها ، وإذا كانت هذه الأمكنة مع شخوصها وارتفاعها مذللة ، فغيرها أولى . قال الحسن ومجاهد والكلبي ومقاتل ، وهو رواية عطاء عن ابن عباس ، واختاره الفراء وابن قتيبة : أن مناكبها جوانبها وطرقها ، ومنكبا الرجل جانباه ، فيكون كقوله : { والله جعل لكم الأرض بساطاً لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً } [ نوح :19 ، 20 ] { وكلوا من رزقه } الذي خلق لكم في الأرض ، ولا يخفى أن الأمر بالمشي والأكل للإباحة . ثم قال { وإليه النشور } يعني ينبغي أن يكون مشيكم في الأرض ، وأكلكم من رزق الله ، مشي من يعلم ، وأكل من يتيقن أن المصير إلى الله ، والمراد التحذير من المعاصي سراً وجهراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.