جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ} (21)

{ وَبَرَزُواْ{[2567]} لِلّهِ جَمِيعًا } : خرجوا من قبورهم إلى الله وظهروا ، { فَقَالَ الضُّعَفَاء } الأتباع ، { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ } : رؤسائهم الذين استكبروا عن عبادة الله تعالى ، أو تكبروا على الناس ، { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } : في الدين جمع تابع ، { فَهَلْ أنتم مُّغْنُونَ } ، دافعون ، { عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ } حال ومن للتبيين ، { مِن شَيْءٍ } ، مفعول ومن للتبعيض ، { قَالُواْ } أي : الرؤساء جوابا عن الضعفاء ، { لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ } أي : لو هدانا الله طريق النجاة من العذاب لهديناكم لكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ، أو لو هدانا الله ووفقنا للإيمان لهديناكم ، أي : إنما أضللناكم لأنا كنا على الضلال ، { سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا } هما مستويان علينا ، { مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ{[2568]} } مهرب نقل أن بعض أهل النار قالوا لبعضهم : تعالوا نبكي ونتضرع ، فإنما أدركوا الجنة بالبكاء والتضرع ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم ، قالوا : تعالوا نصبر فإنما أدركوها بالصبر فصبروا صبرا لم ير مثله ، فلما لم ينفعهم قالوا : " سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص " .


[2567]:ولما ثبت بالبرهان قدرته الكاملة عطف وعقب قوله: "وبرزوا" ليكون كالنتيجة للأولى /12 وجيز.
[2568]:ولما ذكر المناظرة التي وقعت بين الرؤساء والأتباع من كفرة الأنس أردفها بالمناظرة التي وقعت بين الشيطان و أتباعه من الإنس فقال تعالى: "وقال الشيطان" الآية / 12 وجيز.