الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ} (21)

أخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - في قوله { فقال الضعفاء } قال : الأتباع { للذين استكبروا } قال : للقادة .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم - رضي الله عنه - في قوله { سواء علينا أجزعنا أم صيرنا } قال : جزعوا مائة سنة ، وصبروا مائة سنة .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في الآية قال : إن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا نبك ونتضرع إلى الله تعالى ، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم وتضرعهم إلى الله . . . فبكوا ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : تعالوا نصبر ، فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر . . . فصبروا صبراً لم ير مثله ، فلما ينفعهم ذلك . فعند ذلك قالوا { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } .

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن كعب بن مالك – رضي الله عنه – رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما احتسب في قوله : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } قال : " يقول أهل النار : هلموا فلنصبر ، فيصبرون خمسمائة عام ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : هلموا فلنجزع . . . فيبكون خمسمائة عام ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم قالوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص } .