قوله تعالى : { وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا } يقول : وخرجوا من قبورهم لأمر الله تعالى . يعني : القادة ، والأتباع اجتمعوا للحشر والحساب ، وهذا كقوله : { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال وَتَرَى الارض بَارِزَةً وحشرناهم فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } [ الكهف : 47 ] { فَقَالَ الضعفاء } يعني : الأتباع والسفلة { لِلَّذِينَ استكبروا } وهم القادة { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } في الدنيا نطيعكم فيما أمرتمونا به { فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا } يقول : حاملون عنا { مِنْ عَذَابِ الله مِن شَىْء قَالُواْ } يعني : القادة للسفلة { لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ } يعني : لو أكرمنا الله بالهدي ، والتوحيد لهديناكم لدينه . ويقال : معناه لو أدخلنا الله الجنة ، لشفعنا لكم .
ثم قالت القادة للسفلة { سَوَاء عَلَيْنَا } العذاب { أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } يعني : من مفر ولا ملجأ من العذاب . وروى أسباط عن السدي أنه قال : يقول أهل النار : تعالوا فلنصبر ، لعلّ الله يرحمنا بصبرنا ، فيصبرون ، فلا يرحمون . فيقولون : تعالوا فلنجزع ، لعل الله يرحمنا بجزعنا فيجزعون ، فلا يغني عنهم شيئاً ، فيقولون : { سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.