قوله : { وبرزوا لله جميعا } – إلى قوله – { لهم عذاب أليم }[ 21-22 ] . المعنى : وبرزوا من قبورهم ، ( أي ){[37022]} ظهر هؤلاء الذين كفروا من قبورهم فصاروا{[37023]} بالبراز من الأرض جميعا{[37024]} .
{ فقال الضعفاء للذين استكبروا }[ 21 ] : أي قال التباع للمتبوعين المستكبرين في الدنيا في عبادة الله عز وجل{[37025]} .
{ إنا كنا لكم تبعا }[ 21 ] ، في الدنيا ، أي : نتبع أمركم لنا بمعصية الله عز وجل{[37026]} وترك اتباع الرسل{[37027]} .
{ فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء }[ 21 ] : أي : دافعون عنا ( من العذاب ){[37028]} شيئا{[37029]} . قال المتبوعون ، وهم القادة للضعفاء ، وهم التابعون{[37030]} : { لو هدانا الله لهديناكم }[ 21 ] : أي : لو أن لنا شيئا ندفع به عذابه عنا اليوم ، لبيناه حتى تدفعوا{[37031]} به العذاب عن أنفسكم{[37032]} .
{ سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }[ 21 ] : أي : سواء علينا الجزع{[37033]} والصبر ، ما لنا من خلاص ، ومن ملجأ ، ومن مهرب ، ومن مَعْدِل{[37034]} ، و( سواء ) مبتدأ ، وما بعده خبره{[37035]} .
قال محمد بن كعب القرظي : بلغني أن أهل النار ، يقول بعضهم لبعض : يا هؤلاء ! إنه قد نزل بكم من العذاب والبلاء ما ترون{[37036]} فهلم فلنصبر ، فلعل الله ينفعنا كما صير أهل الدنيا على طاعة الله ( عز وجل ){[37037]} ، فنفعهم الصبر . فأجمعوا رأيهم على الصبر ، فصبروا ، فطال{[37038]} صبرهم ، ثم جزعوا{[37039]} فنادوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }/ : ( أي ){[37040]} من ملجأ{[37041]} .
وقال{[37042]} ابن زيد : إن أهل النار قال بعضهم لبعض : تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة الجنة ببكائهم ، وتضرعهم لله تعالى . ( تعالوا ){[37043]} نبكي{[37044]} ، ونتضرع إلى الله ، جل ذكره . فبكوا وتضرعوا ، فلما رأوا ذلك لا ينفعهم ، قالوا : تعالوا فإنما أدرك أهل الجنة الجنة بالصبر ، تعالوا نصبر{[37045]} فصبروا صبرا لم ير مثله ، فلم ينفعهم ذلك ، فعند ذلك قالوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }[ 21 ]{[37046]} .
وروى مالك{[37047]} ( رضي الله عنه ){[37048]} ، عن زيد بن أسلم أنه{[37049]} قال : صبروا ( مائة ){[37050]} عام ، ثم بكوا مائة عام . فقالوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }{[37051]} .
وروى ابن كعب بن مالك{[37052]} ، عن أبيه ، ورفعه{[37053]} إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يقول أهل النار إذا اشتد بهم العذاب : تعالوا نصبر ، فيصبرون خمسمائة عام ، فلما رأوا أن ذلك لا ينفعهم ، قالوا : هلم فلنجزع ، فيجزعون ويضجون خمسمائة عام{[37054]} ، فلما رأوا أن{[37055]} ذلك لا ينفعهم قالوا : { سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص }[ 21 ]{[37056]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.