الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ ٱلضُّعَفَـٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ ٱسۡتَكۡبَرُوٓاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَجَزِعۡنَآ أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ} (21)

{ وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً } خرجوا من قبورهم وظهروا لله جميعاً ، الاستقبال { فَقَالَ الضُّعَفَاءُ } يعني الأتباع { لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ } يعني المتبوعين من القادة { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا } جمع تابع مثل حارس وحرس ، وقيل : راصد ورصد ونافر ونفر ، ويجوز أن يكون تبع مصدراً سمي به أي كنا ذوي تبع .

{ فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ } أي هل أنتم ودافعون عذاب الله عنا ، قال المتبوعين { قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ } إلى قوله { مِن مَّحِيصٍ } مهرب ولا منجى ، ويجوز أن يكون بمعنى المصدر وبمعنى الإسم .

يقال حاص فلان عن كذا أي فرّ وزاغ عنه يحيص حيصاً وحيوصاً وحيصاناً .

قال مقاتل : إنهم يقولون في النار تعالوا نجزع فيجزعون خمسمائة عام فلا ينفعهم الجزع . يقولون تعالوا نصبر فيصبرون خمسمائة عام فلا ينفعهم الصبر فحينئذ يقولون { سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ *