جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ} (37)

{ رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي } بعضها أي : إسماعيل ، { بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ{[2591]} } أي : مكة ، { عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ } الذي في علمك أنه يحدث في ذلك الوادي{[2592]} ، قال بعض المفسرين : هذا دعاء بعد بناء البيت بعد الدعاء الأول بزمان ، { رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ } أي : أسكنتهم كي يقيموا الصلاة عند بيتك ، وتوسيط النداء للإشعار بأنها المقصودة بالذات والغرض من إسكانهم ، { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ } أفئدة من أفئدتهم ، { تَهْوِي } تسرع ، { إليهم } شوقا ، وعن السلف لو قال : أفئدة الناس لازدحم إليه فارس والروم كلهم ، ولكن قال : من الناس فاختص به المسلمون ، { وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } نعمتك وقد استجاب الله دعاءه .


[2591]:غير ذي زرع، روي أن هاجر لما ولدت إسماعيل، غارت منها سارة، فرو ي أنه ركب البراق هو والطفل وأمه، فجاء مكة بيوم واحد من الشام، فأقامهما ورجع من يومه بوحي من الله، فلما ولى دعا بهذا، وليس في الودي ماء وكأنه طلب من الله لهما الماء، بقوله: "غير ذي زرع عند بيتك المحرم" / 12 وجيز. [انظر القصة مطولة في صحيح البخاري (3364)].
[2592]:قوله في ذلك إلخ، فإن موضع البيت نحو جبل يأتيه السيل ويأخذ عن يمينه وشماله، قال بعض هذا الدعاء بعد بناء البيت بعد الدعاء الأول بزمان، وهو الأرجح كما يجيء المرجح /12 وجيز.