جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ} (89)

{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ } ، أي : اذكر هذا اليوم وهوله ، { فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ } ، نبي كل أمة بعث من قومه ، { وَجِئْنَا بِكَ } : يا محمد ، { شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاء } : على أمتك ، { وَنَزَّلْنَا } ، حال بإضمار قد ، { عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا } : بيانا بليغا ، { لِّكُلِّ شَيْءٍ } يحتاجون إليه من أمور الدين ، { وَهُدًى } من الضلال ، { وَرَحْمَةً } للجميع ، { وَبُشْرَى } : وبشارة { لِلْمُسْلِمِينَ{[2758]} } خاصة ، وحاصله أن الله أمره يخوف أمته بيوم شهادته عليه الصلاة والسلام على أمته ، حال كونه مسئولا عن تبليغ أحكام الله المبينة في القرآن ، والأمة عن قبولها ، كما قال تعالى : " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " ( الأعراف : 6 ) ، " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " ( الحجر :92 ) .


[2758]:ولما قال في وصف القرآن: تبيانا لكل شيء وصل به ما يقتضي التكاليف فرضا ونفلا و أخلاقا وآدابا وعقبة بآية جامعة لأصول التكليف كلها تصديقا لذلك فقال: "إن الله يأمر بالعدل" الآية /12 وجيز.