النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٖ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَجِئۡنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِۚ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ تِبۡيَٰنٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ} (89)

قوله عز وجل : { ويوم نبعث في كل أمةٍ شهيداً عليهم من أنفسِهم } ، وهم الأنبياء ، شهداء{[1754]} على أممهم يوم القيامة ، وفي كل زمان شهيد وإن لم يكن نبياً{[1755]} . وفيهم قولان :

أحدهما : أنهم أئمة الهدى ، الذين هم خلفاء الأنبياء .

الثاني : أنهم العلماء ، الذين حفظ الله بهم شرائع أنبيائه .

{ وجئنا بك شهيداً على هؤلاء } ، يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم شهيداً على أمته{[1756]} .


[1754]:يشهدون عليهم بأنهم قد بلغوهم الرسالة ودعوهم إلى الإيمان.
[1755]:فعلى هذا لم تكن فترة إلا وفيها من يوجد الله كقس بن ساعدة وزيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل فهؤلاء وأمثالهم شهداء على أهل زمانهم.
[1756]:من قوله عز وجل: "الذين كفروا وصدوا" إلى هنا سقط من ق.