جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا} (16)

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } متنعميها بالفسق والمراد بالأمر الأمر القدري يعني سخرهم الله إلى فعل الفواحش فاستحقوا العقوبة فإن الله لا يأمر بالفحشاء ، قيل معناه كثرنا يقال : أمرت الشيء إذا كثرته وقراءة من قرأ آمرنا يؤيده ومن قرأ أمرنا فمعناه جعلناهم أمراء ، وقيل : أمرناهم بالطاعة على لسان رسول وفيه بعد ؛ لأنه يبقى حينئذ تخصيص المترفين غير بين الوجه وكذلك التقييد بزمان إرادة الإهلاك فتدبر ، { فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ } أي : كلمة العذاب ، { فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا{[2821]} } : استأصلناها .


[2821]:استأصلناها وغير المترفين الذين فيها لما رضوا بفعلهم وسكتوا عن النهي استحقوا العذاب قال الله تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة" (الأنفال: 25)، فقال كثير من السلف: المراد من الفتنة ترك نهي المنكر / 12 وجيز.