جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا} (24)

{ وَاخْفِضْ{[2827]} لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ } تذلل لهما واخضع جعل للذل جناحا وأمره بخفضه مبالغة في التواضع لهما ، { مِنَ الرَّحْمَةِ } من فرط رحمتك عليهما ، { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } رحمة مثل رحمتهما في حال صغري ، وعن حذيفة أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه وهو في صف المشركين فقال : ( دعه يله غيرك ){[2828]} .


[2827]:قال القفال فيها أمران: أحدهما أن الطير إذا ضم فرخه إليه للتربية خفض له جناحه وهذا من حسن التدبير والاتفاق فكأنه قال اكفل والديك بضمهما إلى نفسك كما فعل ذلك بك حال صغرك والثاني أن الطير ينشر جناحه للطيران والارتفاع وحين ترك الطيران يخفض جناحه فهو كناية عن السكون والتواضع / 12 وجيز.
[2828]:لم يأت في ترجمة "حذيفة بن اليمان" رضي الله عنه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه. وإنما ورد ذلك في ترجمة "عبد الله بن أبي مالك بن أبي سلول" انظر ترجمته في "الإصابة" للحافظ بن حجر(4/95).