جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَتَحۡسَبُهُمۡ أَيۡقَاظٗا وَهُمۡ رُقُودٞۚ وَنُقَلِّبُهُمۡ ذَاتَ ٱلۡيَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِۖ وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ لَوِ ٱطَّلَعۡتَ عَلَيۡهِمۡ لَوَلَّيۡتَ مِنۡهُمۡ فِرَارٗا وَلَمُلِئۡتَ مِنۡهُمۡ رُعۡبٗا} (18)

{ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا } : لانفتاح عيونهم ليصل إليها الهواء جمع يقظ ، كأنكاد في نكد { وَهُمْ رُقُودٌ } : نيام { وَنُقَلِّبُهُمْ{[2939]} ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ } : لئلا تأكل الأرض لحومهم ، عن ابن عباس في كل سنة مرة ، وعن بعضهم مرتين { وَكَلْبُهُم{[2940]} بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ{[2941]} } بالفناء وقيل : بالعتبة خارج الكهف ؛ لأن الملك لا يدخل بيتا فيه كلب{[2942]} والأصح أنه كلب صيد لأحدهم وقد نقل أنه كلب تبعهم فطردوه فأنطقه الله وقال : أنا أحب أحباء الله نموا وأنا أحرسكم ، { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ } : نظرت إليهم { لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ } هربت وأعرضت عنهم { فِرَارًا } حال أو مفعول له أو مصدر { وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا{[2943]} } : خوفا يملأ صدرك لمهابتهم .


[2939]:ظاهر كلام المفسرين أن التقليب من فعل الله ويجوز أن يكون من ملك بأمر الله والأول أولى /12 فتح.
[2940]:قال مجاهد اسم كلبهم تطمورا وعن الحسن اسمه قطمير قيل: ريان و صهيان قيل كان كلبا أعز، وقيل: فوق القلطى، و دون الكرزي والقلطي كلب صيني وقيل كان أصفر وقيل أسمر اللون، ولا أدري أي تعلق لهذا التدقيق والتحقيق بتفسير الكتاب العزيز وما الذي حملهم على هذا الفضول الذي لا مستند له في السمع ولا في العقل /12 فتح.
[2941]:وفي هذا تسلية وأنس للمؤمنين المقصرين عن درجات الكمال المحبين للصالحين والأنبياء والعلماء المخالطين للأولياء والأصفياء /12.
[2942]:وذلك لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة"، أخرجه البخاري في "اللباس"، باب: تحريم التصاوير، (2949)، وفي مواطن كثيرة من صحيحه، ومسلم في اللباس والزينة، باب: تحريم تصوير صورة الحيوان، (2106).
[2943]:وسبب الرعب الهبة التي ألبسهم الله إياها، وقيل طول أظافرهم وشعورهم وعظم أجرامهم ووحشة مكانهم، ذكره المهدي و النحاس والزجاج والقشيري ويدفعه قوله: "لبثنا يوما أو بعض يوم" فإن ذلك يدل على أنهم لم ينكروا من حالهم شيئا ولا وجدوا من أظافرهم وشعورهم ما يدل على طول المدة قال ابن عطية: والصحيح في أمرهم أن الله عز وجل حفظ بهم الحالة التي ماتوا عليها لتكون لهم ولغيرهم فيهم آية فلم يبل لهم ثوب ولم تتغير لهم صفة ولم ينكر الناهض إلى المدينة إلا معالم الأرض و البناء، ولو كانت في نفسه حالة ينكرها لكانت عليهم أهم، ذكره القرطبي /12 فتح.