الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا} (26)

أخرج ابن مردويه وابن المنذر وابن عساكر ، عن ابن عباس في قوله : { إني نذرت للرحمن صوماً } قال : صمتاً .

وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي مثله .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه ، عن أنس بن مالك أنه كان يقرأ { إني نذرت للرحمن صوماً } صمتاً .

وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها { إني نذرت للرحمن صوماً } صمتاً وقال : ليس إلا أن حملت فوضعت .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { إني نذرت للرحمن صوماً } قال : كان من بني إسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام ، كما يصوم من الطعام ، إلا من ذكر الله .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن حارثة بن مضرب قال : كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان ، فسلم أحدهما ، ولم يسلم الآخر ، ثم جلسا . فقال القوم : ما لصاحبك لم يسلم ؟ قال : إنه نذر صوماً لا يكلم اليوم إنسياً . فقال عبد الله : بئس ما قلت ! إنما كانت تلك المرأة ، فقالت ذلك ، ليكون عذراً لها إذا سئلت ؟ - وكانوا ينكرون أن يكون ولد من غير زوج إلا زنا - فتكلم وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر فإنه خير لك .

وأخرج ابن الأنباري ، عن الشعبي قال : في قراءة أبي بن كعب { إني نذرت للرحمن صوماً } صمتاً .