قوله : ( وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمُ ) الآية [ 222 ] .
معناه : أن يقول الرجل إذا سئل في خير أو صلاح : عَليَّ يمين أن لا أفعل . فيجعل اليمين علة لترك فعل الخير . فأمرهم الله بأن( {[7240]} ) يبروا أيمانهم ويتقوه في فعل الخير ويصلحوا بين الناس ، قاله طاوس وغيره( {[7241]} ) .
وقال ابن عباس : " هو الرجل يحلف ألا يكلم قرابته ، ولا يتصدق عليهم ، أو يكون بينه وبين رجل مغاضبة فيحلف ألا يصلح بينه وبين خصمه ، فأمر أن يُكفِّر ويفعل ما حلف عليه " ( {[7242]} ) .
وقال الضحاك : " هو الرجل يُحَرِّمُ ما أحل الله له على نفسه ويحلف ، فأمره الله أن يكفِّر ويأتي الحلال " ( {[7243]} ) .
وقال السدي : " ( عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمُ ) : هو أن يعرض بينك وبين الرجل أمر فتحلف ألا تكلمه/ولا تصله " ( {[7244]} ) .
وقال مالك : " بلغني أنه يحلف بالله في كل شيء( {[7245]} ) .
قال ابن عباس : " معناه لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن لا تصنعوا الخير ، ولكن كفِّروا أيمانكم واصنعوا الخير " ( {[7246]} ) .
وقوله : ( أَن تَبَرُّوا ) [ 222 ] هو الرجل يحلف ألا يبر رحمه .
ثم قال : ( وَتُصْلِحُوا ) هو الرجل يحلف ألا يصلح بين اثنين( {[7247]} )/إذا عصياه( {[7248]} ) ، غضباً عليهما في مخالفته ، فأمر أن يكفر ويأتي ما حلف عليه .
وجامع القول في هذا ما روي عن ابن عباس أنه قال : " هو الرجل يحلف على شيء من الخير والبر ألا يفعله ، فأمر أن يفعل ويكفّر " ( {[7249]} ) .
وقالت عائشة رضي الله عنها : " لا تحلفوا بالله( {[7250]} ) وإن بررتم " ( {[7251]} ) .
وقال ابن جريج : " نزلت الآية في أمر أبي بكر حيث حلف ألا يتصدق على مسطح( {[7252]} ) ولا يعطيه شيئاً " ( {[7253]} ) .
والعرضة في كلام العرب القوة والشدة ؛ يقال : " هذا الأمر عرضة لك " أي قوة لك على أسبابك( {[7254]} ) . فمعناه على هذا : لا تجعلوا يمينكم قوة لكم في ترك فعل الخير( {[7255]} ) .
وقال السدي : " نزلت هذه الآية قبل نزول الكفارات " ( {[7256]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.