جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَعَشۡرٗاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (234)

{ وَالَّذِينَ {[450]} يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ } : ويتركون ، { أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ } : يحملنها على التوقف ، خبر في معنى الأمر ، { أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً {[451]} } ، أي : عشر ليال ، وتقديره وأزواج الذين ، أو تقديره يتربصن بعدهم ، لأنه لا بد من الضمير في الخبر إذا كان جملة ، وخص عنه الحامل لقوله : " وأولات الأحمال أجلهن " {[452]} إلخ والجمهور على أن عدة الأمة نصفها ، { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } : انقضت عدتهن ، { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ } : أيها الأولياء أو المسلمون ، { فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ } : من التعرض للخطاب والتزين ، { بِالْمَعْرُوفِ } : بوجه لا ينكره الشرع ، { وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ، فيجازيكم عليه .


[450]:لما ذكر سبحانه عدة الطلاق، واتصل بذكرها ذكر الإرضاع، عقب ذلك بذكر عدة الوفاة؛ لأن لا يتوهم أن عدة الوفاة مثل عدة الطلاق، فقال: "والذين يتوفون" الآية/12 فتح
[451]:قال صاحب البحر: إذا كان المعدود مذكرا، وحذف فالأصل أن يبقى العدد على ما كان عليه لو لم يحذف المعدود، فيقول: صمت خمسة، أي: خمسة أيام، وهو الفصيح، ويجوز أن يحذف منه التاء، وتقول: خمساً، ومنه ما في الحديث (ثم أتبعه ستا من شوال) [وهو في صحيح مسلم في كتاب الصيام (1164)]، والتذكير هو الجائز، فجاء عشراً على أحد الجائزين، وحسنه هنا أنه مقطع الكلام، فهو شبيه بالفواصل نحو "إن لبثتم إلا عشرا" [طه: 103] وعلى ما قال فلا حاجة إلى تقدير عشر ليال/12 وجيز
[452]:الطلاق: 4