{ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ } ، الأول في قوة قوله : أرأيت مثل الذي حاج ، فعطف عليه بقوله : " أو كالذي " ، وقيل : الكاف مزيدة والمار عزير ، أو الخضر {[516]} ، أما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس ، حين خربه بختنصر ، { وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا } : ساقطة على سقوفها ، أي : خرت سقوفها ثم تهدمت حيطانها فسقطت فوق السقوف ، أو من خوى إذا خلا ، أي : خالية مع سلامة عروشها ، { قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } : استبعاداً لتعميرها بعد شدة خرابها ، والظاهر أن المراد به أهل القرية ، فيكون استعظاماً لإحيائها ، { فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ } ، أي : فألبثه ميتا مائة عام ، أراه آية في نفسه ، { ثُمَّ بَعَثَهُ } : بالإحياء ، { قَالَ } : الله لو بواسطة ملك ، أو بلا واسطة ، { كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } ، كقول الظان ، { قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ } ، ذكر أن معه عنبا وتينا وعصيرا ، فالطعام الأولان ، والشراب الأخير ، { لَمْ يَتَسَنَّهْ } : لم يتغير لا العنب والتين تعفنا ، ولا العصير استحال ، أفرد الضمير ، لأنهما كجنس واحد ، { وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ } ، كيف تفتت عظامه ، حتى تعلم مكثك مائة سنة ، { وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ } ، أي : وفعلنا ذلك لنجعلك ، وقيل عطف على مقدر ، أي : فعلنا ذلك ليزداد بصيرتك ولنجعلك ، قيل : كان هو أسود الشعر وبنو بنيه شيب ، { وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ } : عظام الحمار ، { كَيْفَ نُنشِزُهَا } : نحييها ، أو نرفعها ، فنركب بعضها على بعض ، والجملة حال من العظام ، وكيف منصوب بننشزها ، { ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ } : ما أشكل عليه ، قيل : تقديره لما تبين له أن الله على كل شيء قدير ، { قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، ففاعل تبين مضمر يفسره ما بعده ، أي : صار العلم عينيا بعدما كان غيبيّا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.