المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحۡيِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۖ فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِاْئَةَ عَامٖ ثُمَّ بَعَثَهُۥۖ قَالَ كَمۡ لَبِثۡتَۖ قَالَ لَبِثۡتُ يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ يَوۡمٖۖ قَالَ بَل لَّبِثۡتَ مِاْئَةَ عَامٖ فَٱنظُرۡ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمۡ يَتَسَنَّهۡۖ وَٱنظُرۡ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجۡعَلَكَ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِۖ وَٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡعِظَامِ كَيۡفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكۡسُوهَا لَحۡمٗاۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعۡلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (259)

تفسير الألفاظ :

{ خاوية } أي ساقطة من خوى يخوي أي سقط وتهدم . { عروشها } أي سقوفها جمع عرش أي سقف . { أنى } أي كيف أو متى . { بعثه } أي أحياه . { كم لبثت } أي كم مكثت ميتا . { لم يتسنه } أي لم يتغير بمرور الزمان . { ننشزها } نركب بعضها فوق بعض ، من أنشز الله العظام ركب بعضها فوق بعض .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { أو كالذي مر على قرية } أي أرأيت مثل الذي مر على قرية وهي ساقطة حيطانها على سقوفها فقال : كيف يحيي الله هذه القرية بعد دمارها ؟ فأماته الله مائة عام ثم أحياه فقال له : كم مكثت ميتا ؟ قال : يوما أو جزءا من يوم . قال : بل مكثت مائة سنة . فإن شككت فانظر إلى طعامك لم يتغير وانظر إلى حمارك قد صار هيكلا من البلى . وتأمل في العظام كيف نركب بعضها على بعض ثم نكسوها لحما ، وقد فعلنا بك ذلك لنجعلَك آيةً لقومك . فلما تبينَ له الحال آمَن بالله والله على كل شيء قدير .