جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

{ لِلْفُقَرَاء {[548]} } أي : الصدقات لهم ، وهم الأولى والأحق ، وإن جاز صرفها إلى غيرهم كما علم من الآية الأولى { الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ } ، حبسوا أنفسهم في الجهاد ، أو أصحاب الصفة ، الذين انقطعوا بكليتهم إلى الله { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ } : ذهابا فيها للتجارة لاشتغالهم بالجهاد ، أو بالله { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ } بحالهم ، { أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ } من أجل تعففهم عن السؤال ، { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } من التخشع وأثر الجهد والصفاء ، { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } أي : إن سألوا عن ضرورة لم يلحوا في السؤال ، { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } ، ترغيب في الإنفاق سيما على من تعرفه بسيماه .


[548]:قال ابن عباس: هم أصحاب الصفة، يعني: فقراء المهاجرين، كانوا نحو أربع مائة رجل، لم يكن لهم بالمدينة مساكن ولا عشائر، وكانوا يأوون إلى صفة في المسجد يتعلمون القرآن بالليل، وهم الذين حبسوا أنفسهم على الجهاد خاصة، أو طاعة الله عامة/12 فتح