تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (57)

{ وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا } نزلت في الحارث بن نوفل بن عبد مناف القرشي ، وذلك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ؛ ولكنا يمنعنا أن نتبع الهدى معك مخافة أن يتخطفنا العرب من أرضنا- يعنى مكة- فإنما نحن أكلة رأس العرب ، ولا طاقة لنا بهم ، يقول الله تعالى : { أولم نمكن لهم حرما ءامنا يجبى إليه } يحمل إلى الحرم { ثمرات كل شيء } يعنى بكل شيء من ألوان الثمار { رزقا من لدنا } يعنى من عندنا { ولكن أكثرهم } يعنى أهل مكة { لا يعلمون } آية . يقول : هم يأكلون رزقي ويعبدون غيري ؛ وهم آمنون في الحرم من القتل والسبى . فكيف يخافون لو أسلموا أن لا يكون ذلك لهم ؟ نجعل لهم الحرم آمنا من الشرك ونخوفهم في الإسلام ! فإنا لا نفعل ذلك بهم لو أسلموا .