محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَآۚ أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجۡبَىٰٓ إِلَيۡهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيۡءٖ رِّزۡقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (57)

ثم ذكر تعالى من تعنتهم ، شبهة استروح بها الحرث بن عامر بن نوفل ، فيما رواه النسائي ، بقوله سبحانه { وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ } أي ونخالف العرب { نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا } أي مكة . فرد عليهم تعالى بقوله { أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا } أي : ألم نعصمهم من عدوهم ونجعل مكانهم حرما ذا أمن ، لحرمة البيت الحرام ، الذي تتناحر العرب حوله وهم آمنون { يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } أي جهلة لا يتفكرون . لو علموا أن ذلك رزق من عند الله ، لعلموا أن الخوف والأمن من عنده ، ولما خافوا التخطف إذ آمنوا به وخلعوا أنداده .