جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ} (128)

{ ليس لك من الأمر شيء } بل الأمر كله إلى الله ، نزلت حين{[819]} قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعن فيه على قوم قتلوا سبعين رجلا من قراء الصحابة بعثوا ليعلموا الناس ، أو نزلت{[820]} يوم أُحد حين شج في رأسه الأشرف ، ويقول ( كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيّهم ؟ ! ) { أو يتوب عليهم أو يعذّبهم } ، عطف على الأمر بإضمار أن أي : ليس لك من أمرهم شيء أو من التوبة عليهم أو تعذيبهم ، أو على شيء أي ليس لك من أمرهم شيء ، أو التوبة أو تعذيبهم أو بمعنى إلا أن أي : ليس لك من أمرهم شيء إلا أن يتوب عليهم فتفرح بحالهم أو يعذبهم فتتشفى منهم ، أو عطف على أو يكبتهم ، ( ليس لك من الأمر شيء ) اعتراض وقع في البين ، وأنت تعلم أن هذا توجيه لو يلائمه . سبب النزول يلائم اللفظ والمعنى ، { فإنهم ظالمون } : استحقوا التعذيب .


[819]:رواه البخاري، والنسائي بروايات متعددة /12 منه [أخرجه البخاري في (التفسير) (4560)، وفي مواضع أخر من صحيحه، ومسلم في (المساجد)].
[820]:رواه البخاري، وأحمد عن أنس/12 وجيز [هذا يوهم أن الحديث أخرجه البخاري، وليس كذلك وإنما ذكره معلقا في المغازي (7/422-فتح)، ووصله مسلم في (الجهاد) (1791)].