جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا} (18)

{ وليست التوبة } أي : منفية قبولها { لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ } أي : لا توبة لهؤلاء الفريقين ؛ فإنه كما لا تقبل توبة الآخرة لا تقبل توبة الدنيا حين الاحتضار { أولئك أعتدنا{[961]} لهم عذابا أليما } الاعتداد : التهيئة .


[961]:إذا كان المراد من الذين يعملون السيئات المنافقين أو الكفار مطلقا فلا إشكال، أما إذا أريد الفسقة أعم من أن يكونوا مؤمنين أو كافرين، ففي قوله: (أعتدنا لهم عذابا أليما) إشكال على مذهب أهل السنة إلا أن يقال: لما كان معدا للأكثرين جعل حكمهم حكم الكل، أو يقال: المراد أعتدنا لهم إن لم نعف عنهم والعفو لا يكون إلا من بعض فساق المؤمنين/12 فتأمل.