جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَآ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ} (5)

{ له ما في السماوات والأرض وهو العلي {[4437]} العظيم تكاد السماوات يتفطرن } يتشققن من عظمته ، أو من قولهم : { اتخذ الرحمن ولدا } [ يونس :68 ، مريم :88 ، الأنبياء :26 ] { من فوقهن{[4438]} } أي : يبتدئ الانفطار من جهتهن الفوقانية ، فإن أعظم آياته الدالة على جلاله ، وهي العرش والكرسي وغيرهما من تلك الجهة { والملائكة يسبحون } ملتبسين { بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } : من المؤمنين ، كما قال تعالى : { ويستغفرون للذين آمنوا } [ غافر :7 ] وقيل : الاستغفار طلب هدايتهم التي هي موجب الغفران ، فيعم الكافر { ألا إن الله هو الغفور الرحيم }


[4437]:في ذاته وصفاته/12ٍ وجيز.
[4438]:في الدر المنثور أخرج ابن جرير عن الضحاك:{يتفطرن من فوقهن}، يقول: يتصدعن من عظمة الله. وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن}، قال: ممن فوقهن، وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وعن ابن عباس {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن}، قال: من الثقل، انتهى. وفي الفتح، ويدل على هذا المعنى مجيئه بعد قوله: {العلي العظيم}/12