جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (37)

{ أهم } : قريش ، { خير } ، في القوة ، والمنعة ، { أم قوم تبع } وهم سبأ ، أهلكهم الله تعالى ، وخرب ديارهم وفرقهم شذر ومذر ، وتبع اسم لمن ملك فيهم ، كما أن كسرى لمن ملك الفرس ، وقيصر للروم ، وفرعون لمصر ، والنجاشي للحبشة ، وهو الذي بنى سمرقند ، وفي الحديث " لا أدري أتبع كان نبيا أم لا " {[4544]} وقد رد أيضا " لا تسبوا تبعا ، فإنه كان قد{[4545]} أسلم{[4546]} " وهو كان في زمن موسى- عليه السلام ، { والذين من قبلهم } : من الأمم الكافرة ، { أهلكناهم } ، هدد بهم قريش ، { إنهم كانوا مجرمين } ، كقريش ،


[4544]:صحيح، أخرجه أبو داود (4674) والحاكم (1/ 36) وصححه وأقره الذهبي، ووافقهما الشيخ الألباني كما في الصحيحة (2217). ثم قال: (فائدة): قال ابن عساكر:" وهذا الشك من النبي- صلى الله عليه وسلم- كان قبل أن يبين له أمره، ثم أخبر أنه كان مسلما، وذلك فيما أخبرنا...." ثم ساق الحديث الذي بعده.
[4545]:رواه الإمام أحمد والطبراني، وروى ابن إسحاق وغيره، أنه آمن من قبل البعثة بسبع مائة سنة، وكتب كتابا فيه: أما بعد، فإني آمنت بك، وبكتابتك، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربك ورب كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربك، فإن أدركتك فبها ونعمت، إلا فاشفع لي، ولا تنسني يوم القيامة، فإني من أمتك الأولين، وبليعتك قبل مجيئك، وأنا على ملتك، وملة أبيك، ثم ختم الكتاب، ونقش عليه (لله الأمر من قبل ومن بعد) وكتب عنوانه إلى محمد بن عبد الله نبي الله، ورسوله خاتم النبيين ورسول رب العالمين من تبع، فكان الكتاب عند أبي أيوب خالد ابن زيد حين بعثه النبي- صلى الله عليه وسلم- يتوارثونه كابرا عن كابر حتى أدوها النبي صلوات الله وسلامه عليه /12 وجيز. وفي الفتح سمى تبعا لكثرة أتباعه، وقيل: كل واحد من ملوك اليمن يسمى تبعا، لأنه يتبع صاحبه الذي قبله كما سمى في الإسلام خليفة/ 12 فتح، وكان في شعره وحدثت أن رسول المليك *** يخرج حقا بأرض الحرم ولو مد دهري إلى دهره *** لكنت وزيرا له وابن عم /12 در منثور.
[4546]:رواه البيهقي، والحاكم، وصححه/12 فتح. [أخرجه أحمد (5/340) فالعزو إليه أولى، وذكر الشيخ الألباني، رحمه الله- في الصحيحة (5/252) أن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن.]