جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ} (29)

{ فما بكت عليهم السماء والأرض } ، لكل مؤمن باب في السماء ينزل منه رزقه ، ويصعد فيه عمله ، فإذا مات أغلق بابه فقد بكا عليه ، وإذا فقده مصلاه من الأرض بكت عليه وليس لقبط عمل صالح فما بكت{[4539]} ، وكلام بعض السلف : على أن بكاء الباب المذكور لكل مسلم ، وأما بكاء السماء مطلقا فما بكت منذ كانت الدنيا إلا على اثنين يحيى بن زكريا ، وحسين بن علي عليهما السلام{[4540]} لما قتلا احمرت السماء وبكت ، وقيل : مجاز عن عدم الاكتراث{[4541]} بهلاكهم ، قالت العرب في موت عظيم : بكته الريح وأظلمت له الشمس ، { وما كانوا منظرين } : ممهلين لتوبة وغيرها .


[4539]:هذا الكلام ورد نحوه مرفوعا، وقال الهيثمي في " المجمع" (7/105):" رواه أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف".
[4540]:هذا من كلام زيد بن زياد، وهو يفتقر إلى ما يؤيده.
[4541]:يقال ما أكثرت له، أي: ما أبالي به/12 صراح.