فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ} (37)

{ أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين( 37 ) } .

توعد الله القوي القدير المكذبين بالآخرة أن يهلكهم كما أهلك من سبقوهم بإجرامهم وارتيابهم في لقاء ربهم . وبدأت الآية بالاستفهام الإنكاري : { أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم } أقومك الذين يقولون : { وما نحن بمنشرين }- بمبعوثين- أفضل وأشد وأكثر من قوم تبع-اليمنيين الذين ملكوهم التبابعة{[4459]}- ؟ وهل قومك أقوى من سابقيهم عاد وثمود ؟ لا ! بل الذين كانوا من قبلهم{ . . كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها }{[4460]} { . . كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا . . }{[4461]} { كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق }{[4462]} فالذي أهلك الأولين ، قادر على أن يُتبعهم الآخرين ، كذلك يفعل ربنا بالمجرمين . { وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم }{[4463]} .


[4459]:أخرج الحاكم وصححه عن عائشة قالت: كان تُبّع رجلا صالحا، ألا ترى أن الله تعالى ذم قومه ولم يذمه؟وأورد كثير من المفسرين أخبارا طويلة عن تبع والتبابعة وعن سبأ وملوك اليمن، ونقلوا جانبا منها عن ابن إسحق والحافظ بن عساكر وغيرهما. لكن قال صاحب تواريخ الأمم: ليس في التواريخ أسقم من تاريخ ملوك حِمير، لما يُذكر من كثرة عدد سنيهم مع قلة عدد ملوكهم، فإن ملوكهم ستة وعشرون ومدتهم ألفان وعشرون سنة.
[4460]:سورة الروم. من الآية 9.
[4461]:سورة التوبة. من الآية 169.
[4462]:سورة غافر. من الآية 21.
[4463]:سورة محمد. الآية 13.